![]() |
Publié le Mardi 29 Juin 2010 à 01:00 |
رسالة إلى المرحوم مزالي
![]() معالي الوزير الأول ، إنه فعلا زمن العار... إننا نعيش فعلا زمن البطر و الجحود و النكران... ما تصورت يوما أن يعبّر بعض من التونسيين عن كل هذا الحقد و الغلّ تجاه رموز البلاد و رجالها و قادتها... ما خطر لي يوما أن يعمي مخزون الكراهية الدفين البصائر و الأبصار... فتنفتح أبواب الجحيم على مصراعيها... و يصبح لأنصاف البشر و دود الأرض ألسنة.... تنهش الأعراض و تغتاب الأموات... تزيّف الواقع و تغيّر الحقائق و تدنّس كل ما هو جميل... إنّهم يغتالون رموزنا... إنّهم يعيدون كتابة تاريخنا على هوى أنفسهم المريضة... أليس في هذه البلاد رجل رشيد...؟؟؟ عفوا يا سادة ، إذا كانت هذه حرية التعبير التي تتشدقون بها... فلا كانت حرية... و لا كانت صحافة... هل تكون « حربوشة عمار» المُرّة هي العلاج من الداء...؟؟؟ هل تكون 4 - 0 - 4 ...هي وصفة الدواء....؟؟؟ « فآخر الطب الكيّ كما تعلمون »... لا أجزم بذلك... لا أحلم بذلك... فمازال هذا الوطن بيتا للشرفاء... و لازال في البلاد أحرار منصفون فصحاء... محمد مزالي ( 1925-2010 )... مناضلا دستوريا ، و نائبا بمجلس الأمة... مديرا مؤسّسا للتلفزة التونسية.... وزيرا للدفاع فوزيرا للشباب و الطفولة... وزيرا للتربية و التعليم.... و هنا « مربط الفرس »... يلومونك ، سي محمد ، لقيامك بتعريب التعليم.... تدرك ، رحمك الله ، أن بين ظهرانينا و لا زال... تلك الطغمة الفاسدة ، المفسدة... تلك الشرذمة من المتطرفين الفرانكوفليين الكريهين... تركة ثقيلة من زمن المحتلين البغيضين... هل كنت يوما عدّوا للغة و للحضارة الفرنسية...؟؟؟ يتعامى الأغبياء و الجهلة عن حقيقة أنك خريج السربون ، أعرق جامعات باريس... هل كانت السربون يوما تابعة للسلطة التونسية...؟؟ يرفض المتحجرون أن يعترفوا بأن قلمك المتميز قد خط بتلك اللغة عشرات المقالات والعديد من الكتب... أردتها شهادة للتاريخ ، و دروسا للأجيال اللاحقة... و عنوانا لحقيقة ناصعة... عن « رجل الفكر الذي ظلّ طريقه إلى عالم السياسة »...( و أنت القائل سي محمد ) يعيبون عليك غيرتك على لغة البلاد و الأرض و البشر و العصافير و الشجر... يعيبون عليك حكمتك و وبُعد نظرك... يعيبون عليك وعيك بأن اللغة هي ركيزة من ركائز الهوية الوطنية وعنوان مساهمة كل شعب في الحضارة الإنسانية... لا تسمح لهم قدراتهم العقلية المحدودة و لا يمكّنهم قصر نظرهم و عمى قلوبهم ( إنما تعمى القلوب التي في الصدور) من أن يدركوا حقيقة أن المرء يمكن أن يكون فرانكفونيا، ناطقا و كاتبا بلغة موليير، من دون أن يتنكر لأصوله و لغته و تاريخه و حضارته..... أنا على يقين ، سي محمد ، أنك ، حيث أنت... تضحك ملئ شدقيك من هؤلاء الذين يسبّونك... هل من مهزلة أكبر من أن يشتموك بلغة لا يملكون ناصيتها...؟؟؟ لو قدر لفولتير أن ينهض من رقدته الأبدية ، لعاد جريا إلى لحده ، هربا من هول الفظائع التي ترتكب في حق اللغة الفرنسية.... و صرت وزيرا أولا... ذاك المنصب الذي ترّددت في قبوله زهدا فيه... و تحوّطا ممّا قد يعرّضك القبول به من دسائس و مؤامرات... « فالرجل الكبير » قد شاخ و هرم... و حلم الانقضاض على الكرسي يراود الجميع... « و يا سعد » من كان وزيرا أوّلا في تلك السنين... و قبلت الأمانة و أديّت المسؤولية بشرف و إخلاص... إخلاص للوطن و إخلاص للرجل الذي وضع ثقته فيك... يلومونك لأن الفاضلة فتحية مزالي صارت وزيرة في حكومتك ... يتعامى الجميع عن حقيقة أن « الحل و الربط » كان بيد الزعيم وحده ... يتناسون أن تلك السيدة هي خريجة السربون و سليلة النضال الدستوري... ترى ألا يخجلون أن يطلعوا علينا بهكذا ترّهات سنة 2010....؟؟؟ هل هيلاري كلينتون ، وزيرة خارجية القوة العظمى ، تونسية و نحن لا ندري....؟؟؟ هل لــ كريستينا كيرشنار، رئيسة الأرجنتين ، أصول تعود إلى جهة الساحل التونسي....؟؟؟ أفتونا أيها العارفون في كل شيء... أفتونا ، ففي تونسنا العزيزة ، عشرة ملايين رجل اقتصاد و عشرة ملايين سياسي... أفتونا ، ففي تونسنا العزيزة ، عشرة ملايين عالم ذرّة و عشرة ملايين مدرب كرة... و حدثت القطيعة مع بورقيبة... لن نبحث عن الأسباب و عن المسببات... فمثل ذلك في عالم السياسة و دنيا الحكم كثير... و جدران « القصور» مغلقة على أسرارها... ما يهمنا و يسعدنا و يزيدنا تقديرا لشخصك... هو أنك رغم الظلم الذي لحقك و عائلتك و أصدقائك... رغم السكاكين التي مُضّت بليل... « و الجمل كي يطيح تكثر سكاكنه ».....( أليس هذا مثلا من عندنا...) رغم الآلام و الجراح ، لم نرك تسّب بورقيبة أو تشتم نظامه.... لم نرك إلا تكتب إليه رسالاتك الشهيرة ، ناصحا.... لم نسمع يوما أنك بعت وطنك أو كشفت أسرار الدولة التي صارت إليك بحكم ما كان لك من مناصب و من مسؤوليات... لم تكن تصلنا إلا أصداء عن محمد مزالي ، التونسي ، العضو مدى الحياة باللجنة التنفيذية الأولمبية الدولية... و كانت نهاية عهد... وذهب رجال و جاء رجال... و اختار الرئيس بن علي نهج المصالحة و إعادة الاعتبار لرجال خدموا الوطن و الشعب... و كان أول الرجال، الزعيم بورقيبة ، طيب الله ثراه ، عاش في كنف الرعاية و الاهتمام و دفن في مراسم تليق بالعظام... و كنت أنت ، سي محمد ، أحد هؤلاء الرجال... أنصفك حكم أعلى هيئة قضائية في البلاد... صدر حكم محكمة التعقيب ، سنة 2002 ، ليبرّئك و يعيد إليك اعتبارك و حقوقك.... و أحكام التعقيب نهائية و باتة ... و لا تعليق على أحكام القضاء عامة... مرضت ، و« كل قوة للضعف ترجع » ... و قرر رئيس الدولة أن تعالج على نفقة الدولة... و ذلك هو بن علي... و تلك هي شيم الكرام...
و سبحان الحي الذي لا ينام... هو وحده الباقي على الدوام... و كان لك من التكريم في جنازتك المهيبة ما يكون لرجال الدولة المميزين... و قرئت كلمات التأبين تسرد سيرة رجل من رجال الوطن المخلصين... و اعترف لك بالفضل كل من كان على بصيرة و على خلق و دين.... رحمك الله ، سي محمد ، رحمة واسعة... و جعل ، صالح أعمالك في خدمة بلدك و شعبك ، في ميزان حسناتك... يوم لا ينفع مال و لا بنون... إلا من أتى الله بقلب سليم ...
و عاش من عرف قدره...... م.ي.ص ( أبو فهد)
Soyez des journalistes citoyens Cette rubrique est aussi la vôtre. Si vous souhaitez exprimer vos coups de cœur, coups de gueule ou revenir sur n’importe quel sujet qui vous tient à cœur, un événement qui vous interpelle, vous pouvez le faire en nous faisant parvenir vos écrits en cliquant ici. GlobalNet se fera un plaisir de les publier, avec ou sans la signature de leurs auteurs. Vous avez tout à fait le droit de garder l’anonymat ou de signer avec un pseudo. |
Commentaires
Ecrit par C_Moi 01-07-2010 14:33
Ecrit par AboulFadhl 01-07-2010 08:21
Mzali qu'on le veuille ou non était un homme d'Etat et a marqué l'histoire de la Tunisie contemporaine. Allah Yarhamou.
Ecrit par C_Moi 30-06-2010 23:36
Ecrit par Dédé 30-06-2010 19:41
و هم الشهداء على غيرهم
Ecrit par MIG 30-06-2010 14:06
L'homme a travaillé, a fait du bon et du moins bon (...) mais tawa matjouz 3lih kan erra7ma.
Allah yar7mou